أقداح الحنين

(1)
فِي مَسَاءِ اللهفَةِ .. كُنتُ أحتَرِق
كَانَ الشَوقُ كَرُمْحٍ يَختَرِق صَدرِي .. لَأنزِف
لكِ قطرَات الُحب .. وَالحَنِين ..
كُنتُ أراقِبُ سَاعَتِي الضَجِرَة .. الَتِي سَئِمَت مَلَامِحِي وَهِي
تُرَاقِبها .. و احِسُ بالتِقَاءِ عَقَاربها كَمِقصَلَةٍ تَجزُ أنفَاسِي..
(2)
ترى أينَ أنتِ الآن ..
تَزدَاد حَرَارَة السُؤَال فِي صَدْرِي..
فَلَا يَخرُج إلأَ بِزَفَرَاتِي العَلِيلَة..إنهُ دَفَق العَذابِ
المُتَأجِج ..عَلى وقع معزوفة انتحاب
تَمَخّض بِها الغياب
سَأنثُرُ رفَاتي فِي المَساء
فَلمْلمِي أشلَائِي تَحتَ زخّاتِ حُبُكِ الجَامِح
أنتَظِرك حَقاً ..
لتَأخُذِينِي ..إلى أحْضَان الطُمَأنِينَة..

0




(3)
سَأهتِف لك ِ عَلى المَلأ بِعِبارَات لَا يدَاهِنها
العَبَث .. صَارِخَا ً مُتَمَرِدَا ً
أحبك
أهِيمُ بكِ .. حَد الجُنون
وَأرتَشِف حبُكِ كأقدَاحِ الخَمْر .. فَلاَ تعَجَبِي
إن رَأيّتِنِي أترَنّحُ .. بَحثَا ً .. عَنكِ ..
(4)
سأنزَعُك ِ من ذاكِرتي العَميَاء
التِي لمْ تَرى بَعدَكِ إلا السَوادْ..
فَهلّا أشْعَلتِ قَنَادِيلكِ .. أرِيدُ أن أراكِ
ثُمَ أخلُدُ للحُلم


(5)
مَهلاً
لَقدِ انكَسَرتِ الأقدَاح
وانتَهَى آخِرُ فُصُولِ الثَمَل
وَهَاأنا أفَيق من سَكّرَتِي .. لَأَجدَ وَرَقة وَقلما ً
كُنتُ قَد كَتبتُ عَلَيها ..
" أ " .. أحتَاجُك .
" ح " .. حَبِيبَتي .. لَيّسَت مُجَرد أنثَى
" ل " .. لَمْ أكُن حَيّا ًقَبْل َ .. لِقائِك
" ا " .. ابتِهَالاتُ حُبِي .. ارددها فِي بَلاطِكِ
" م " .. مَجنُونٌ بكِ .. وَمَا ألذهُ مِن جُنُون ..
" ي " .. يَنتَهَي الفَقدُ بِالألَم ..
أنْتِي آخِرُ فُصُول الحِلْمْ
***
عُودِي إلىّ .. يا جَمِيلَتي
دَعِيِنِي أنعَم بأنفاسِك .. بِحضُورِك .. الآسِر
دَعِيّنِي أنعَم بلحَظاتِ الدفءِ والخُلُودِ بِأحْضَانِك
إنيّ أرتَجِف فَهلّا دَثْرتِني بِحنَانِك .. سأحلُمُ بِكِ مُجَددا ً

لَيّلَةِ شِتَاءْ .. سَاخِنَة..


قصـاصة حلم ..

(1)
فِيْ لَيّلَةِ شِتَاءْ .. سَاخِنَة..
كَانَتْ الحُرُوفْ تَتَمَيّز كَحَرَارَة .. الِلقَاء الأَوْلْ
كَانَتْ الرِيَاحْ تُدَاعِبْ أطْرَافْ السَتَائِر..وتَطْرُدْ سَكِيّنَة المَكَانْ ..
خَلَعْتْ الرَتَابَة التِي كَانَتْ تَلُفْني بِرِدَائِهَا .. والتَحَفْتُ صَمْتِي ..
فَقَدْ كَانَ أبْلَغُ مِنَ الكَلَام .. وانكَبَبْتُ عَلَى بَنَاتِ أفْكَارِي ..أحْضُنُهَا ..
أرَاوِدْ قِصَّةً قَضَتْ نَحْبَهَا .. ودُفِنَتْ تَحْتَ رَمَادِ الذِكْرَيَاتْ ..
وَهَاهِيَ تَعُود.. بِكُلْ تَفَاصِيلِهَا ..
قَدْ نَزَعَتْ السّوَاد وارتَدَتْ .. الحَيَاة مِنْ جَدِيّدْ.

(2)
سَأفْتَحُ عَقْلِيْ عَلَى مِصْرَاعَيّه..
فَهَلُمّوا يَاقَوَافِلْ العَابِرِيّنَ .. مِنْ المَاضِيْ ..
حُطّوْا رِحَالَكُمْ .. عَلَى مِنْضَدَةٍ عَتِيّقَة بَدَتْ التَجَاعِيّدْ تَعْلُوا مُحَيّاَهَا
أشّعِلُوْا المَكَان .. فَقَلَمِيْ يَرْتَعِدُ بَرْدَاً .. لا حَمِيّمِيّةَ تَسْكُنُه..
انْتَاَبَتْهُ نَوْبَةَ سُعَالْ .. كَرَجُلْ طَاعِنٍ فِيْ السِنْ .. فَقَدَ شَهْوَةَ الكِتَابَةِ ..
وَيَنْتَظِرُ المَوْتَ عَلَى صَدْرِ وَرَقَةٍ .. هَامِدَة لا حَيَاةَ فِيّهَا..

(3)
بَدَأتْ الحِكَايَة ..
هَاهِيَ تَمْشِيْ بَيْنَ السُطُوْرْ .. أرَاَهَا !! .. اشْعُرُ بِهَا !!
أنَادِيّهَـا .. مَهْلاً ..
لَقَدْ انْتَظَرْتُكِ طَوِيّلاً .. كُنْتُ أحْلُمُ بِكِ .. أحْلَام يَقَظَةٍ اسْتَقِيّاهَا
مِنْ عَبَقِ ذِكْرَى طَاهِرَةٍ قَدْ جَمَعَتّنَا .. ولَكِنّنِي الآن ...
مُكَبَلٌ بِأغْلَالِيْ .. لَمْ اعُدْ قَادِرَاً
عَلَىَ مُدَاعَبَة بَسَمَاتِك .. اشّعُرُ إنّنِي غَرِيْبٌ .. عَنْهَا ..
فَقَدْ فَقَدْتُ لَذّةَ الكَلَام.. وَمَازِلْتُ أُرَدِّدْ ابْتِهَالَات الصَبّرُ عَلَى رَحِيّلِكْ
أسْتَجْدِيّهِ .. اسْتِجّدَاء المُذْعِنِ لِقَدَرِة .. اسْتِجْدَاء الرّحْمًةِ مِنَ المُوْت..

(4)
وَ تَمْضِيْ ..!! تُجَدد عَهْدِها .. بأحْزَانِي ..
تُعَاتِبُ حُرُوفَاً قَدْ أعْلَنَتْ الحِدَادْ عَلَىَ رَحِيّلِهَا .. وَتَسْألُ قَلْبَاً
زَهَدَ فِيْ غِيَّابِهَا .. فأعْلَنَ تَمَرُدُه فِيْ وَجْهِ الِنسّيَان ...
تُرَاكَ ألِفْتَ رَحِيّلِيْ .. ألَمْ .. تَعْرِفْنِيْ ؟!... أنَا !!
وَحَارَتْ الدُمُوْعُ فِيْ عِيّنَيّهَا .. أمُدُ يَدِيْ أُكَفْكِفُ دَمْعَهَا ..
فَلَا أجِدُ إلَّا بَقَايَا حِبْر ..ارْتَسَمَ عَلَىَ أصَابِعِيْ .. وَكَأنّهُ نَزّفُ الْجِرَاحِ الّتِيْ
تَرَاكَمَتْ عَبْرَ سَنَوَاتْ .. جِرَاحْ لَا تَزَالْ تَشّخَبُ ألمَـاً ..
وَآهَاتٍ .. تَمُرْ عَبْرَ ذَاكِرَةٍ مُثْقَلَةٍ .. أوْهَنَهَا الفرَاقْ ..
لَيّسَتْ سِوَىَ لَحَظَاتْ ..!!
كُنْتُ أبْحَثُ عَنْ خُطَاَهَا بَيّنَ السّطُوْر ..
حَتَىَ أفَقْتُ عَلَىَ فَاجِعَةٍ جَدِيّدَة .. وإِذَا بِيْ وَحِيّدَاً كَمَا كُنْتْ..
لاَ عَزَاءَ لِيْ .. إلّاَ لِقَاءْ .. خَارِجْ حُدُود العَقلْ..

(5)
لِتَنْتَهِيْ الحِكَايَة..
بِـدَمْعَةٍ مُتَحَشرِجَة..سَقَطَتْ سَهْوَاً .. فِيْ لَحْظَةِ ضَعْف
عَلَىَ صَفْحَةِ الحُزنِ .. تُعْلِنْ .. انْتِهَاءِ حَالَةٍ تَسَلّلَتْ بَيّنَ طُهْرِ العَاطِفَةِ ..
وَفَحْشَاءٍ الأسَى.. نُقْطَـة انْتَهَى .. عَلَىَ آخِرِ السَّطر..
ماأجمل الحلم فجميع أدوات صناعة السعادة
متوفرة بين يديك
نقطة انتهى